كتب حروف

أصبحت رائحة الصباح مغشوشة! ثمة روائح تمازجت معها بشكل يثير الاشمئزاز، البؤس صار وشماً على ملامحنا! بالأمس كنا نضحك واليوم نبكي على من ماتوا حولنا، كل يوم ينقص فرداً من جيراننا! أحدهم بات لاجئاً والآخر مهاجراً وذاك بلا عائلة وذلك الطفل المركون على حافة درج المسجد جاهلاً...

ومن خلف اللاشي، أقف، حائراً تائهاً بين دروب الماضي، أعجز عن فعل اي شئ، إلا اللاّشيء، تخطفني لحظة من الزمان، أسافر على متن أغنية، وأنام على سرير من الدموع .حتى بدأت بعزف موسيقاي الخاصة ،وألفت سمفونية بإسمي، وعندما سمعتها وبمضمونها صوت الحقيقة، صرخت ولم يُسمع لي صوت،..

أسماء المشاعر ثابتة، أما نحن بنو البشر من تتغير، مشاعرنا في حينةٍ و أخرى قد نمتطي غيوم الفرح، أحياناً و قد نجلس بمحاذاة موج الحزن أحياناً أخرى، نتشابه بالمشاعر إنما تعبيرنا مختلف إما نبوح أو،نصمت، إما أن تمضي قدماً وتمسك بأيدينا طفلة ذات، طموح او نبقى عالقين في معمعة الذكريات، وت..

 خط رقيق فاصل بين البياض والسواد، رمادي لا مرئي هو نقطة الالتقاء..موضع قد تخطئه قدمك فتزل دون علمك، بقعة يصعب الوقوف عليها بكامل إدراكك..شعور الرضا يصعب الوصول إليه وحتى إن بلغته لا يزال هنالك في أعماقك شيء يحثك على التمرد وتخطى اقتناعك،أنت تناضل من أجل وصولك للسلام الداخلي...

خرجت يومها أجر أذيال الخيبة، مصابة بنوع منالرهبة والذهول، مدركة تماماً مما أهرب لكني كنتأجهل إلى أين أتجه...كانت المشاعر تتخاصم بداخلي، كان هناك مزيج من كل شيء، فرح بالنجاة، خوف من المجهول، حسرة على من تركتهم ورائي، توجس مما ينتظرني، قلق على مصير من أنقذني، مئات الأسئلة كانت تطرق ذهني..

هناك زلازل تأتي من وحي الطبيعة وهناك زلازل تأتي من وحي النفوس، الأولى تأتي اختباراً من الخالق بإيمان الخلق، بينما الثانية تأتي نتيجة لصراع بين المشاعر وخيانة المبادئ، إن الزلازل في ازدياد العيون تناظر، القلوب تتعاطف العقول تقرر والمبادئ تحكم، الزلزال يضربنا بين حين وآخر، ونحن نتف..

قصة تحبس الأنفاس بتسلسل الأحداث المثير ومطاردات الزومبي الباحثين عن بقايا رفاتهم المسروقة بين الآمنين، يحلّق بنا الكاتب تارة في سماء كوباكبانا وجمالها الأخّاذ، وتارة يرمينا على أنقاض حي الفقراء، بين براثن الجثث الحيّة لنعيش في أدق تفاصيل الرعب والهلع، ذروة جمال السرد إذ يجعل الكاتب الخوف ب..

هذه الرسائل دونتها في لحظات حزن وحب وخوف في لحظات حكمة وجنون، هذه الرسائل تشكّل ذاكرتي، خواطر ، وصايا ، أفكار ، وبوح.أرسلتها على شكل رسائل إلى صديق معهود في الذهن لنفسي وللجميع!! مضمون تلك الرسائل قد تجده في كتاب أو رواية ، لكنه هنا بعبارتي الخاصة!..

حين تغرقك تقلبات الحياة ومشاكلها ( دون وجه حق )، ليس عليك إلا أن تساير أمواجها وترضى بما قسمه الله لك إلى أن تصل لبر الأمان...

 00:00الثانية عشر بعد منتصف اللّيل..قصص تنتهي، وحكايات تبدأ...

 أصبحت ناضجة فعلاً ..وأنا طفل جداً، بعد الفراق، تكبرت كل اللقاءات..والآن تنازلت الصدفة للمرة الأولى، ابتعدت عن امرأة كانت تهديني القمر في كل مساء، بعد غيابها، لم يستقر شيء فيّ، إلا أن حضورها كان أكثر أماناً، اختل استقراري في الحضور والغياب، استجمعت قواي، قررت الرحي..

بلّغوا عني مَن بالقلب منزله، أن المنازل لأهلها تشتاقُ، وإن جسدي صار يشبه تكيّة، وكلُّ ما فيها له عشاق، "في أبيات هذا الكتاب يغفو العشق كما النار في كبد الجمر، فإذا احترقت بين طياته لا تلومنّ إلا هواك"...