اخترت هذا العنوان لإصداري والسبب هي المنطقة الرمادية التي كانت تعتبر جزءاً من حياتي، في فترة كانت الكتابة بالنسبة لي حاجة لابد من تلبيتها . . وإلا فإنني أظل أعاني لبعض الوقت من بالٍ مشتت الانتباه ; مثقلٍ بالأفكار .. يصل معه الحال إلى حرماني من النوم أحياناً.. لمجرد أن تحرّك صورة ما مشاعري أو يستوقفني مشهد ... سواء أكان فكرة من كتاب أو لقطة شهدتها في مكانٍ ما .. أو مشهد قد حضرته في فيلم سينمائي أو في واقع الحياة ، وحتى حياتي الشخصية بـأحداثها وتفاصيلها والأشخاص المحيطة بها ، كلها .. كنتُ أشعر بحاجة إلى حَبرها على الورق بـأسلوب كان يُشعرني بالنشوة من خلال تلاعبي بالكلمات ووزن القافية أو النثر ...

هذه نبذة بسيطة توضح سبب اختياري للعنوان بصيغة " رمادياتي ،

فـباختصار . . هذه المنطقة رغم أنها داكنة وقد تبدو كئيبة وذات أثرٍ قويّ عليّ ، إلا أنني لم أكن أراها باللون الأسود الحالك ، بل كنت أرى فيها بصيصاً من نور ، وأجد فيها ملجأ الأمان والاطمئنان، وكنت أستمتع أثناء تحويلي لأي موقف يثير فِكري إلى أبيات شعرية أو نثرية .. حتى وإن كانت تُتعبني أو تبكيني في بعض الأحيان ... لكنها بـذات الوقت كانت تعزيني، ذلك أنها نِتاج تفكيري واحساسي العميق بها.